هل سبق لك أن صادفت صورة مذهلة لدرجة أنها جعلتك تتوقف وتتساءل عما كنت تراه حقًا؟ ألقِ نظرة فاحصة على هذه الصورة الفيروسية المليئة بالألوان الغنية: القمصان الزرقاء والبشرة الوردية والعشب الأخضر. ربما تكون مقتنعًا بأنها صورة بالألوان الكاملة. ولكن هذا هو التطور - هذه الصورة في الواقع بالأبيض والأسود.

السحر وراء الوهم

مفاجئ؟ دعونا نكشف السحر. لا تحتوي الصورة نفسها على معلومات اللون؛ إنها ببساطة ظلال من الرمادي والأسود والأبيض. ما يعطي انطباعًا بالألوان هو صفوف من الخطوط الملونة الرقيقة وشبه الشفافة ذات الطبقات الدقيقة عبر الصورة. تبدو هذه الخطوط عشوائية ودقيقة، ولكنها مصممة للتفاعل مع درجات الرمادي الأساسية بالطريقة الصحيحة لخداع عينيك.

كيف يتم خداع عقلك

كيف يعمل هذا الوهم؟ الأمر كله يتعلق بعجائب وقيود الإدراك البشري. تمت برمجة أدمغتنا لتفسير الإشارات البصرية بسرعة، وغالبًا ما تملأ الفجوات بناءً على السياق والخبرة السابقة. عندما ترى الخطوط الملونة فوق درجات الرمادي، يقوم عقلك دون وعي بمزجها مع الظلال القريبة. ونتيجة لذلك، يفسر الدماغ الصورة بأكملها على أنها ملونة، على الرغم من أن الخطوط نفسها فقط هي التي تحتوي على أي صبغة.

تستفيد هذه الحيلة الذكية من ظاهرة تُعرف باسم «استيعاب الألوان»، وهو تأثير نفسي حيث تتسرب الألوان المجاورة إلى المناطق المحيطة. يستخدم الفنانون والمبدعون الرقميون هذا لإثارة إحساس قوي بالألوان دون تلوين الكائنات الموجودة في الصورة فعليًا. إنها ليست مجرد خدعة ممتعة للحفلات - إنها استكشاف رائع في علم الرؤية، يوضح كيف أن الدماغ مبدع بقدر ما هو متلقي للواقع.

علم الإدراك البصري

لقد استحوذت أوهام الألوان مثل هذه على العلماء والفنانين لأكثر من قرن. أظهر باحثون رائدون كيف يمكن للسياق أن يغير بشكل كبير كيفية إدراكنا للون والتباين. باستخدام الأدوات الرقمية، يمكن لمبدعي اليوم وضع الشبكات الملونة بدقة لتحقيق أقصى قدر من الوهم - وهي نظرة حديثة على التجارب الإدراكية الكلاسيكية.

لذا في المرة القادمة التي ترى فيها صورة تبدو حية جدًا لدرجة يصعب تصديقها، ألق نظرة ثانية. تراجع وابحث عن الأنماط أو التراكبات. في بعض الأحيان، تكذب عيناك حقًا!

لا تزال غير مقتنعة؟ تحقق من هذا المثال الرائع في العمل:

في المرة القادمة التي يلفت فيها العمل الفني أو الصورة انتباهك، تذكر دائمًا أن هناك أكثر مما تراه العين. في بعض الأحيان، الرؤية لا تعني الإيمان - في الواقع، إنها مجرد بداية اللغز.

المصدر: المحتوى الأصلي